
شبيبة القبائل تخطف أيمن محيوص من شباب بلوزداد وتحدث زلزالًا في سوق الانتقالات
أكدت شبيبة القبائل، مساء السبت، تعاقدها رسميًا مع المهاجم الدولي أيمن محيوص بعقد يمتد لثلاثة مواسم، وذلك بعد صراع شرس مع نادي شباب بلوزداد الذي حاول الاحتفاظ بخدماته بعد موسم مميز قضاه اللاعب في صفوفه على سبيل الإعارة. الصفقة، التي وُصفت بالأضخم في الميركاتو الجزائري حتى الآن، تعكس الطموحات الكبيرة لإدارة الشبيبة، لكنها تفتح أيضًا الباب أمام جدل مالي واسع داخل أندية النخبة.
انقلاب في اللحظات الأخيرة
محيوص، الذي قدم أداءً لافتًا مع شباب بلوزداد الموسم الماضي، كان قريبًا جدًا من تجديد عقده مع الفريق العاصمي، حيث توصّل الطرفان إلى اتفاق شبه نهائي على راتب شهري يُقدّر بـ12 مليون دينار جزائري.
لكن دخول شبيبة القبائل على الخط في اللحظات الأخيرة غيّر المعطيات. النادي القبائلي قدّم عرضًا ماليًا مغريًا بلغ حوالي 16 مليون دينار شهريًا، وهو ما جعل اللاعب يُعيد حساباته ويوافق على الانتقال إلى تيزي وزو، رغم رغبته المبدئية في البقاء مع البلوزداديين.
دعم هجومي ثقيل وتأكيد للطموحات
تأتي صفقة محيوص لتُعزز خط الهجوم القبائلي وتعوّض الرحيل المرتقب للمهاجم رضوان بركان، الذي يقترب من خوض تجربة احترافية في أوروبا. كما تمثل هذه الصفقة ثاني تدعيم رسمي للشبيبة هذا الصيف بعد شراء عقد المدافع رضا حميدي من نادي بارادو.
ويبدو أن إدارة الشبيبة وضعت نصب عينيها التتويج محليًا والمنافسة بقوة قاريًا، خاصة أن الفريق سيشارك في النسخة المقبلة من دوري أبطال إفريقيا.
تصاعد خطير في رواتب اللاعبين
صفقة محيوص تسلط الضوء مجددًا على تضخم الرواتب في الدوري الجزائري. فالمهاجم الجديد للشبيبة سيتقاضى سنويًا أكثر من 192 مليون دينار جزائري، وهو مبلغ ضخم جدًا بالنظر إلى الوضع المالي للأندية الجزائرية.
الأندية الكبرى مثل شبيبة القبائل، شباب بلوزداد، مولودية الجزائر، اتحاد العاصمة، شباب قسنطينة، مولودية وهران ووفاق سطيف، تعاني كلها من عجز مالي مستمر. ومع ذلك، لا تزال تنخرط في سباق الرواتب المرتفعة لجذب النجوم أو الحفاظ عليهم، في ظل غياب آلية للرقابة أو السقف المالي.
إلى أين يتجه الدوري الجزائري؟
ما يحدث حاليًا لا يبشّر بالخير على المدى البعيد. رواتب اللاعبين تجاوزت قدرات الأندية، ولا توجد رؤية اقتصادية واضحة لضمان الاستمرارية. محيوص مثال فقط على ظاهرة عامة بدأت تلتهم موازنات الفرق.
إذا لم تتدخل السلطات الكروية لضبط الوضع وفرض حدود مالية منطقية، فإن نزيف الخزائن سيستمر، وقد يؤدي ذلك إلى انهيار اقتصادي حقيقي للأندية، مهما كانت شعبيتها أو تاريخها.