بيتكوفيتش يُعلن قائمة الخضر تضم تيطراوي وبن قارة
عقد مدرب المنتخب الوطني الجزائري فلاديمير بيتكوفيتش ظهر اليوم الخميس مؤتمرًا صحفيًا بملعب نيلسون مانديلا ببرّاكِي، حيث أعلن عن القائمة الرسمية التي تضم 27 لاعبًا تحضيرًا للمباراتين الودّيتين المقبلتين أمام زيمبابوي يوم 13 نوفمبر والسعودية يوم 18 نوفمبر بمدينة جدّة.
تأتي هاتان المواجهتان في إطار التحضير لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025 المقرّرة ما بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026.
أهداف واضحة قبل كأس إفريقيا
أكد بيتكوفيتش في مستهلّ حديثه على أهمية خوض اللقاءين الودّيين بكل جدّية، مشيرًا إلى أن هذه المواجهات ستكون اختبارًا مهمًا قبل البطولة القارية.
وقال المدرب البوسني:
«الفوز بالمباريات الودية يساعدنا أيضًا على تحسين تصنيفنا في الفيفا».
وأوضح أن الهدف من هذا التربص هو تقييم الجاهزية الفنية والبدنية للاعبين، وتثبيت الخطة التكتيكية التي سيعتمدها في كأس إفريقيا المقبلة.
وجهان جديدان في تشكيلة الخضر
شهدت قائمة نوفمبر استدعاء اسمين جديدين في صفوف المنتخب الوطني، هما المدافع إلياس بنكرة لاعب بوروسيا دورتموند الألماني، ولاعب الوسط ياسين تيتراوي المحترف في نادي شارلروا البلجيكي.
وأكد بيتكوفيتش أن إدراج هذين اللاعبين يدخل في إطار مشروع بناء جيل جديد للمنتخب الجزائري.
وقال في هذا السياق:
«بنكرة وتيتراوي لاعبان شابان، أردت منحهما فرصة التعرف على أجواء المنتخب الوطني».
وأضاف أن هذه الدعوة تعبّر عن رؤية طويلة المدى تهدف إلى توسيع قاعدة الاختيارات الفنية استعدادًا للاستحقاقات المقبلة.
عودة أسماء بارزة إلى التشكيلة
القائمة الجديدة عرفت أيضًا عودة عدد من الركائز التي غابت في التربص السابق، على غرار:
حسام عوار (الاتحاد السعودي)، إسماعيل بن ناصر (دينامو زغرب الكرواتي)، ريان آيت نوري (مانشستر سيتي الإنجليزي)، محمد أمين توغاي (الترجي التونسي)، ومنصف بقرار (دينامو زغرب).
عودة بن ناصر تحديدًا لاقت اهتمامًا كبيرًا من الصحفيين، نظرًا لدوره المحوري في خط الوسط.
وقال بيتكوفيتش عنه:
«أريد أن أرى بن ناصر عن قرب وأقيّم جاهزيته. هو ليس جاهزًا تمامًا بعد، لكنه قدّم مباريات جيدة مع دينامو زغرب».
غياب مفاجئ لبلايلي
الاسم الأكثر غيابًا في هذه القائمة هو يوسف بلايلي، لاعب الترجي التونسي، الذي لم يتم استدعاؤه رغم خبرته الطويلة مع المنتخب.
ويُعدّ بلايلي أحد أكثر اللاعبين خبرة في القارة الإفريقية، وغيابه عن كأس إفريقيا المقبلة قد يشكل خسارة فنية واضحة.
وعن سبب الاستبعاد قال بيتكوفيتش:
«بلايلي ليس الوحيد الغائب. هناك ستة لاعبين غابوا مقارنة بشهر أكتوبر».
وأوضح المدرب أن قراراته ليست عقابية بل فنية، مؤكدًا أنه يريد اختبار أسماء جديدة في مراكز مختلفة.
ومن بين اللاعبين المستبعدين أيضًا نبيل بن طالب، ياسين بن زية، وبدر الدين بوعناني، لأسباب تكتيكية بحتة.
رؤية فنية بعيدة المدى
شدّد بيتكوفيتش خلال حديثه على أن خياراته لا تقتصر على النتائج الآنية فقط، بل تنسجم مع رؤية شاملة لبناء فريق متكامل على المدى الطويل.
وقال:
«لديّ أفكار واضحة جدًا. هذه الدعوات تعبّر عن رؤية مستقبلية. ليس هناك إقصاء دائم، بل قرارات تخدم مشروع المنتخب».
وأضاف:
«كرة القدم تتغير بسرعة، علينا أن نتهيأ للمستقبل وأن نحضّر البدائل المناسبة قبل كل بطولة».
زروقي وبن ناصر يعودان إلى الواجهة
عاد متوسط الميدان رامز زروقي (نادي تفينتي الهولندي) إلى تشكيلة الخضر بعد غيابه في معسكر أكتوبر، إلى جانب إسماعيل بن ناصر الذي استعاد عافيته.
وأشاد بيتكوفيتش بالثنائي قائلاً:
«زروقي يمكنه أن يمنحنا توازنًا أكبر في الوسط، أما بن ناصر فأريد متابعته بدقة لأنه قادر على صناعة الفارق».
طموحات كبيرة في المرحلة المقبلة
أعرب بيتكوفيتش عن رضاه عن التطور التدريجي للمجموعة، لكنه شدد على أن العمل لم يكتمل بعد.
وقال:
«ما قمنا به حتى الآن ليس نقطة نهاية، بل نقطة انطلاق جديدة. نريد الاستمرار في التحسن والعمل الجاد».
وأوضح أن هذا التربص سيكون فرصة لتجربة بعض الخطط الجديدة وتحقيق الانسجام في الدفاع والوسط.
وأضاف:
«دخلنا مرحلة الحسم. نحتاج إلى الاستقرار الدفاعي وإلى وضوح أكبر في الأدوار».
المنتخب في طريقه نحو كأس إفريقيا
بعد تأهله رسميًا إلى كأس العالم 2026 عقب فوزه على الصومال (3-0) وأوغندا (2-1)، يدخل المنتخب الوطني المرحلة الأخيرة من التحضيرات بثقة وطموح.
ويريد بيتكوفيتش الحفاظ على هذا الزخم قبل انطلاق كأس إفريقيا المقبلة في المغرب.
وقال في ختام المؤتمر:
«سنستغلّ الأيام العشرة التي تسبق البطولة لتحسين الجاهزية البدنية والفنية للاعبين».
توليفة بين الخبرة والطموح
تشكيلة نوفمبر تعكس التوازن الذي يسعى إليه بيتكوفيتش بين الخبرة والدماء الجديدة.
فبينما يمثل بنكرة وتيتراوي الجيل الصاعد، يعود بن ناصر وعوار وآيت نوري ليمنحوا الخبرة والاستقرار.
أما غياب بلايلي، فيبقى قرارًا فنيًا جريئًا، لكنه يفتح الباب أمام وجوه جديدة لإثبات نفسها.
بخطوات ثابتة، يواصل بيتكوفيتش بناء منتخب منافس، طموح، ومجهّز لتحديات كأس إفريقيا المقبلة.
