
الشان 2025: خيارات بوقرة التكتيكية تضع المنتخب المحلي خارج المنافسة
ودّع المنتخب الجزائري للاعبين المحليين بطولة إفريقيا للأمم (شان 2025) من محطة ربع النهائي، بعدما انهزم أمام السودان بضربات الترجيح (4-2)، إثر نهاية المباراة في وقتها الرسمي والإضافي بالتعادل (1-1). نتيجة وُصفت بالمخيبة، خاصة وأن “الخضر” كانوا قادرين – من حيث السيطرة والفرص – على بلوغ المربع الذهبي.
انطلاقة مثالية… ثم انحدار تدريجي
دخل الخضر المنافسة بقوة بعد فوز مقنع على أوغندا (3-0)، ما رفع سقف التطلعات. لكن الأداء بدأ يتراجع بشكل واضح منذ المباراة الثانية أمام جنوب إفريقيا، التي سيطر فيها رفقاء دراوي دون ترجمة السيطرة إلى أهداف. أمام غينيا، أنقذ بيازيد المنتخب من خسارة محققة بتسجيله هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، بينما جاء التعثر السلبي أمام النيجر – الذي لعب منقوصا – ليؤكد تراجع المستوى وعجز بوقرة عن إيجاد حلول هجومية فعالة.
ربع نهائي أضاعه سوء التقدير والتغييرات المحدودة
لقاء السودان كان شاهداً على العقم الهجومي الكبير، حيث ضيّع أمين محيوس فرصاً بالجملة، أظهرت ضعفاً واضحاً في التركيز والتسديد. الخطأ الدفاعي الفادح الذي نتج عنه هدف ضد مرمى الخضر عند الدقيقة 48 زاد الضغط على اللاعبين. ورغم دخول بيازيد وصنعه لفارق جديد بمعادلة النتيجة (64)، إلا أنّ غياب النجاعة ظل السمة الأبرز.
عند ضربات الترجيح، تجلّت الهشاشة الذهنية بوضوح: محيوس وبيزيد نجحا في التنفيذ، لكن مرغم وزكريا دراوي – الذي كان أداؤه ضعيفاً طوال الدورة – فشلا في التسجيل، ليُقصى المنتخب بمرارة.
بوقرة في عين العاصفة
الأنظار تتجه اليوم نحو مجيد بوقرة، بعد اختيارات فنية وتكتيكية مثيرة للجدل. الإصرار على تشكيلة تقليدية وعدم منح الفرصة لأسماء وازنة في البطولة المحلية مثل إبراهيم ديب (شباب قسنطينة) أثار موجة انتقادات. كما أنّ إجراء تغييرات متأخرة وافتقاد المرونة الهجومية كلّفا المنتخب ثمن الإقصاء.
دروس للمستقبل قبل كأس العرب
المنتخب المحلي فشل في تكرار إنجاز 2011 (المربع الذهبي) أو 2023 (الوصول إلى النهائي). اليوم، بات واضحاً أن بوقرة والاتحادية أمام واجب مراجعة شاملة قبل كأس العرب المقبلة في قطر، المقررة بعد أقل من أربعة أشهر. المطلوب اختيار عناصر تُقاتل فوق أرضية الميدان وتُثبت جدارتها، بدلاً من لاعبين يتقاضون رواتب باهظة دون تقديم أداء يقنع الشارع الكروي الجزائري.