الدوري الجزائري

شباب بلوزداد في مفترق الطرق: إخفاقات متتالية وسخط جماهيري متصاعد

0Shares

رغم أن شباب بلوزداد يُعدّ أحد أعمدة الكرة الجزائرية ويمتلك مكانة قارية مرموقة خلال السنوات الأخيرة، إلا أن النادي يعيش منذ ثلاثة مواسم على وقع تخبطات إدارية وفنية انعكست بشكل مباشر على نتائجه وأداءه. النادي، الذي يمثل أحد أعرق الأحياء الشعبية في الجزائر العاصمة، خرج هذا الموسم خالي الوفاض، للمرة الأولى منذ تولي شركة “مادار” تسييره سنة 2018، وهو ما فتح باب الانتقادات والتساؤلات حول مستقبل الفريق وخياراته على جميع المستويات.

سقوط متكرر في النهائيات وتراجع محلي مقلق

خسر شباب بلوزداد نهائيين متتاليين لكأس الجزائر في ظرف ثلاث سنوات، الأول أمام جمعية الشلف عام 2023، والثاني في 2025 أمام اتحاد العاصمة، فريق يعيش أزمة نتائج خانقة في البطولة. هذه الخسارات لم تكن مجرد عثرات عابرة، بل عكست هشاشة في التسيير وغياب مشروع رياضي واضح، لتتحول خيبة الجماهير إلى غضب شديد على المسؤولين عن هذا التراجع.

خيارات تعاقدية فاشلة وميزانية مهدورة

من بين أبرز الانتقادات التي طالت إدارة الفريق، تلك المتعلقة بسوء اختيار اللاعبين خلال فترات الانتقالات. قبل موسمين، تم التعاقد مع لاعب أجنبي يتقاضى بين 14 ألف و17 ألف يورو شهرياً، لكنه لعب فقط 270 دقيقة خلال أربعة أشهر، دون ترك أي بصمة.

هذا الموسم، تعاقد الفريق مع ثلاثة لاعبين أجانب: الجنوب إفريقي “مايو”، الإيفواري “دومبيا”، والكاميروني “أمور تانغوو”. ورغم الآمال التي عُلّقت عليهم، فإن أداءهم كان مخيباً تماماً، دون أي تأثير يُذكر داخل الملعب، ما جعل الجماهير تصف هذه الصفقات بأنها “تبذير للمال العام”.

رحيل الركائز الدفاعية دون تعويض وغياب رؤية رياضية

بشكل مفاجئ، تم الاستغناء عن الثنائي الدفاعي “هشام حداد” و”محمد الأمين عزي”، دون التعاقد مع بدلاء في محور الدفاع. هذا القرار زاد من هشاشة المنظومة الدفاعية التي عانت طيلة الموسم، وجعلت من الخط الخلفي نقطة ضعف قاتلة في المباريات الحاسمة.

مدربون بالجملة… والإقالات لا تتوقف

منذ ثلاث سنوات، لم يستقر شباب بلوزداد على طاقم فني واحد لأكثر من شهرين. في 2023، تمت إقالة المدرب البلجيكي “فاندنبروك” بعد شهرين فقط من تنصيبه. نفس السيناريو تكرر مع الفرنسي “كورنتان مارتينز” سنة 2024، قبل أن يتم اللجوء إلى عبد القادر عمراني، في خطوة عكست غياب استراتيجية واضحة لدى الإدارة الفنية.

هذا التخبط المستمر في اختيار المدربين جعل الفريق يدخل كل موسم بنهج مختلف، دون انسجام أو هوية لعب، ما أدى إلى تذبذب الأداء وغياب الاستقرار الفني الضروري لتحقيق الألقاب.

نهائي 2025: فوضى تكتيكية وقرارات مرتبكة

خلال نهائي كأس الجزائر الأخير، أظهر الطاقم الفني مرة أخرى تخبطه في التسيير الميداني. بعد 18 دقيقة فقط، تم تغيير كل من بلخير ولعوافي، في خطوة فاجأت الجميع واعتبرها المحللون مؤشراً واضحاً على سوء اختيار التشكيلة الأساسية.

الارتباك الذي ظهر على المدرب انتقل إلى اللاعبين، فانعكس سلباً على مستواهم داخل أرضية الميدان، رغم أن الوقت كان كافياً للعودة في النتيجة، لكن الفريق انهار ذهنياً وبدنياً.

المستقبل على المحك وضرورة إعادة البناء

اليوم، يقف شباب بلوزداد على حافة الانهيار الفني والمعنوي. جماهيره فقدت الثقة في المشروع القائم، والعديد من نجوم الفريق، على غرار بلخير، باتوا محل اهتمام من أندية تطمح للعب الأدوار الأولى.

إنقاذ ما يمكن إنقاذه يبدأ بمراجعة شاملة للتسيير، وتقييم صارم للخيارات الفنية والمالية. الاستمرار في نفس النهج قد يُدخل الفريق في نفق مظلم، ويُفقده ما بناه طيلة السنوات الماضية على الصعيدين المحلي والقاري.

فهل تتحرك إدارة النادي قبل فوات الأوان؟ أم أن مسلسل الانحدار سيتواصل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *