
اتحاد الجزائر – شباب بلوزداد: نهائي لإنقاذ الموسم وتأكيد الهيمنة
تتجه الأنظار، مساء السبت على الساعة الخامسة مساءً (17:00)، إلى ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، الذي سيحتضن نهائي النسخة 58 من كأس الجزائر بين اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد. مواجهة كلاسيكية بنكهة خاصة، بين عملاقين من العاصمة، يسعيان لإنهاء موسمهما بلقب طال انتظاره، وإضافة صفحة جديدة إلى سجل مواجهاتهما التاريخية.
مواجهة ذات طابع ثأري وتاريخي
هذا النهائي هو السادس في تاريخ كأس الجزائر بين الاتحاد والشباب، حيث يتفوق بلوزداد بثلاثة انتصارات مقابل اثنين لصالح اتحاد الجزائر. لكن النسخة الحالية تأتي بعد أكثر من عقدين على آخر نهائي جمع الفريقين سنة 2003، وهي مناسبة لتعويض إخفاقات الموسم المحلي.
اتحاد الجزائر، المتوَّج بالكأس 8 مرات، يسعى لمعانقة التاج التاسع، بعد غياب دام 12 عامًا منذ آخر تتويج سنة 2013 على حساب مولودية الجزائر. من جهته، يدخل شباب بلوزداد المباراة كحامل للقب، وعينه على تحقيق النجمة العاشرة وتوسيع الفارق في صدارة الأندية الأكثر تتويجًا في هذه المنافسة العريقة.
مسار صعب نحو النهائي لكلا الفريقين
شباب بلوزداد بلغ النهائي بعد سلسلة من المواجهات الصعبة. البداية كانت أمام نادٍ من قسم ما بين الجهات، شباب الزاوية (1-0)، ثم الفوز في “الدربي” ضد المولودية (1-0)، قبل التغلب على اتحاد الشاوية (4-2)، مولودية بجاية (1-0)، وأخيرًا مكّي البيّض بنفس النتيجة، في نصف نهائي احتضنه ملعب وهران.
أما اتحاد الجزائر، فقد بدأ بقوة باكتساح أولمبيك المقران (6-0)، ثم فاز بصعوبة على نجم مقرة (1-0) ورائد القبة بنفس النتيجة. في ربع النهائي، أمطر شباك شبيبة تيموشنت بخماسية نظيفة، قبل أن يتجاوز اتحاد الحراش في نصف النهائي (1-0 بعد التمديد) بفضل ركلة جزاء سجلها القائد أدم عليلات.
صراع تكتيكي مرتقب وحضور جماهيري وازن
المواجهات السابقة بين الفريقين هذا الموسم في الدوري لم تُحسم، حيث انتهى لقاء الذهاب بالتعادل السلبي، فيما شهد الإياب تعادلًا بهدف لمثله. كل المؤشرات تدل على أن المباراة النهائية ستكون مغلقة وتُحسم بتفاصيل صغيرة.
على المدرجات، من المنتظر أن يكون الحضور الجماهيري كبيرًا، بألوان حمراء وسوداء من جهة الاتحاد، وحمراء وبيضاء من جهة الشباب، في أجواء حماسية تعكس حجم الرهان وروح المنافسة بين أنصار الفريقين.
اتحاد الجزائر… بحث عن المجد وعودة إلى التتويجات
الاتحاد يخوض النهائي رقم 18 في تاريخه، وهو رقم قياسي، ويطمح لإحراز لقبه التاسع ومعادلة عدد تتويجات بلوزداد. ورغم الخروج من ربع نهائي كأس “الكاف” والمرتبة السابعة المخيبة في الدوري، فإن الكأس تبقى فرصة ذهبية لإنقاذ الموسم، واستعادة هيبة الفريق على الصعيد المحلي.
المتحدث باسم النادي، حاج عدلان، أكد على الطابع الخاص لهذه المواجهة: “النهائي أمام شباب بلوزداد سيكون تكتيكيًا من الدرجة الأولى. نأمل أن يكون لاعبونا في الموعد من أجل التتويج.”
شباب بلوزداد… لتأكيد الهيمنة وتوسيع الفارق
المدرب الألماني، سيد راموفيتش، يدرك أهمية هذا اللقاء الذي يشكل فرصة مثالية لمصالحة الأنصار، بعد الاكتفاء بالمركز الثالث في البطولة، وهو أسوأ ترتيب للفريق منذ موسم 2019-2020.
شباب بلوزداد، الذي يملك سجلًا مميزًا يتضمن 9 كؤوس جزائرية، 10 ألقاب دوري، لقبين للسوبر وكأس الرابطة، يدخل النهائي بشعار واحد: الفوز والابتعاد عن الاتحاد في سجل التتويجات، خصوصًا أن الكأس الحالية ستكون الثانية تواليًا في حال التتويج، بعد الفوز في نهائي 2023 على المولودية.
تاريخ من المنافسة والندية
المواجهة تحمل في طياتها الكثير من الرمزية. شباب بلوزداد فاز على الاتحاد في ثلاث نهائيات سابقة (1969، 1970، 1978)، بينما فاز الاتحاد في نهائيي 1988 و2003. نهائي هذا السبت قد يكون حاسمًا لتعديل الكفة بين الفريقين.
لقاء براقي سيجمع بين طموح الاتحاد في العودة إلى منصة التتويج، وسعي بلوزداد لتعزيز مكانته كملك الكؤوس في الجزائر. وفي كلتا الحالتين، ينتظر الشارع الكروي الجزائري مباراة مثيرة، تليق بتاريخ الناديين، وتُبقي كأس الجزائر في العاصمة للعام الثاني على التوالي.