
السويد 4 – 3 الجزائر: سقوط قاسٍ وردّ متأخر لا يُغني ولا يُسمن
مني المنتخب الجزائري بهزيمة ثقيلة أمام نظيره السويدي بنتيجة 4-3، في لقاء ودي أقيم مساء اليوم الثلاثاء على ملعب “ستروبري أرينا” بالعاصمة السويدية ستوكهولم. مباراة بطابع درامي، ظهر فيها “الخضر” بوجهين متناقضين تمامًا، الأول باهت ومفكك، والثاني ثائر ومتأخر.
انهيار تام في أول ساعة من اللعب
دخل أشبال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش المباراة بثقة زائدة وربما قراءة تكتيكية خاطئة، فكانت النتيجة كارثية. المنتخب السويدي استغل ارتباك الدفاع الجزائري ليضرب بقوة، حيث وقّع كين سيما على ثلاثية كاملة في الدقائق 14، 39 و50، وأضاف زميله أنطون ساليتروس الهدف الرابع في الدقيقة 56.
طوال الستين دقيقة الأولى، لم يُسجّل المنتخب الجزائري أي تسديدة مؤطرة على مرمى الخصم. الفريق بدا بلا روح، مفككًا، بلا حلول فردية أو جماعية، فيما اكتفى المدرب بيتكوفيتش بالمراقبة دون أي تدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ثلاث تغييرات… وثلاثة أهداف
عند الدقيقة 60، وبعد أن اهتزت شباك الحارس أنطوني ماندريا للمرة الرابعة، قرر بيتكوفيتش أخيرًا كسر الجمود. دخل كل من نبيل بن طالب، ياسين بن زية وبغداد بونجاح، مكان هشام بوداوي، رياض محرز وسعيد بن رحمة.
وما إن دخل الثلاثي حتى تغيّر وجه الفريق كليًا. أصبح وسط الميدان أكثر توازنًا، وبدأ الهجوم يتحرك بفعالية وسرعة. الجزائريون استعادوا السيطرة، وسجلوا ثلاثية قلّصت الفارق، لتصبح النتيجة 4-3 وسط ضغط كبير على الدفاع السويدي في الدقائق الأخيرة.
لكن الوقت لم يكن كافيًا لتحقيق التعادل، فتوقفت الانتفاضة الجزائرية عند حدود التقليص، دون أن تكتمل العودة.
تأخّر في التغييرات… وفوضى في التنظيم
الهزيمة، وإن كانت ودية، فتحت باب التساؤلات حول مدى جاهزية المنتخب الجزائري لمواعيد رسمية أقوى. أبرز ما يمكن التوقف عنده هو تأخّر بيتكوفيتش في إجراء التغييرات، رغم وضوح معاناة الفريق على جميع المستويات.
الدفاع كان هشًا، والوسط غائبًا، والهجوم بلا فاعلية. ومع ذلك، لم يتحرك المدرب إلا بعد تلقي الهدف الرابع. وهي نقطة قد تضعه تحت مجهر الانتقادات، خصوصًا وأن البدلاء أثبتوا فعاليتهم فور دخولهم.
وجه مشرف للمستقبل، ولكن بشروط
رغم قساوة النتيجة، يمكن القول إن النصف ساعة الأخيرة حملت إشارات إيجابية. أداء بن طالب وبن زية أعاد الحيوية للفريق، بينما أكد بونجاح أنه لا يزال قادرًا على صناعة الفارق.
لكن هذه الإيجابيات لا تُخفي العيوب الواضحة: ضعف التنظيم، غياب ردة الفعل، وفقدان الهوية في الشوط الأول. على بيتكوفيتش وطاقمه مراجعة الكثير، وبشكل عاجل.
التشكيلة الأساسية للمنتخبين:
-
السويد: يوهانسون – إكدال، هيين (قائد)، سفينسون – بيرنهاردسون، هـ. لارسون (كارلستروم 53’)، أياري (زينلي 79’)، ساليتروس، سيما – نايغرين (بولين 79’)، جـ. لارسون (هولم 53’).
-
الجزائر: ماندريا – فرسي (شعيبي 79’)، ماندي، بن سبعيني، عطال – بوداوي (بن طالب 60’)، عوار (مازا 84’)، بن ناصر (عطال 79’) – محرز (بونجاح 60’)، غويري، بن رحمة (بن زية 60’).
فيديوهات ردود الفعل بعد مباراة السويد والجزائر: صور: algerie.football