إسبانيا تُقصي فرنسا(5-4) وتبلغ نهائي دوري الأمم الأوروبية -فيديو
تأهل المنتخب الإسباني إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية بعد انتصار مثير ومليء بالتقلبات على نظيره الفرنسي بنتيجة خمسة أهداف لأربعة، في مباراة جرت مساء الخميس على ملعب شتوتغارت في ألمانيا، وشهدت أداءً استثنائياً من الجانبين، خصوصاً من الشاب لامين يامال، الذي وقع على ثنائية رائعة، ومن ريان شرقي، الذي قلب موازين المباراة بعد دخوله في الشوط الثاني.
شوط أول إسباني كامل… وأداء فرنسي باهت
منذ الدقائق الأولى، ظهر المنتخب الإسباني بعزيمة واضحة لحسم المواجهة مبكراً، إذ فرض إيقاعه الفني واستحوذ على الكرة، بينما اكتفى الفرنسيون بالتمركز الدفاعي ومحاولات خجولة في الهجوم. وقد تُرجمت السيطرة الإسبانية إلى أهداف سريعة، حيث افتتح نيكو ويليامز التسجيل في الدقيقة 23، قبل أن يضاعف ميكيل ميرينو الغلة بعد ثلاث دقائق فقط، مستغلاً ثغرات واضحة في دفاع “الزرق” الذين ظهروا مرتبكين وبعيدين عن مستواهم.
ومع بداية الشوط الثاني، واصل “لاروخا” ضغطه العالي، وحصل لامين يامال على ركلة جزاء سجلها بنجاح في الدقيقة 54، ثم عاد بعد دقائق قليلة ليوقع على هدفه الشخصي الثاني والرابع لإسبانيا عند الدقيقة 67، إثر عمل جماعي رائع. بيدري بدوره كان حاضراً في مهرجان الأهداف، بتسجيله الهدف الخامس في الدقيقة 55، ليصل الفارق إلى أربعة أهداف كاملة بحلول منتصف الشوط الثاني، وسط ذهول الجماهير الفرنسية.
دخول شرقي يقلب المباراة ويُنعش آمال “الديكة”
في لحظة بدا فيها أن اللقاء يتجه نحو نكسة فرنسية تاريخية، قرّر المدرب ديدييه ديشان الزجّ بالوافد الجديد ريان شرقي، الذي كان غائباً عن التشكيلة الأساسية، رغم ما يُظهره من مستوى مميز مع ناديه في الآونة الأخيرة. ومع دخوله، تغيّر شكل الفريق كلياً، وبدأ في استرجاع المبادرة تدريجياً.
وسرعان ما تحصّل كيليان مبابي على ركلة جزاء، ترجمها بنجاح إلى هدف تقليص الفارق في الدقيقة 59. بعد ذلك، تولّى شرقي زمام الأمور، وبدأ في قيادة الهجمات الفرنسية بتمريراته السحرية وتحركاته الذكية. وفي الدقيقة 79، أضاف بنفسه الهدف الثاني بطريقة فنية رائعة، ثم تسبب في الهدف الثالث عبر تمريرة عرضية أحدثت ارتباكاً في دفاع إسبانيا، ليُسجّل المدافع دانيال فيفيان ضد مرماه في الدقيقة 84.
ولم يتوقّف شرقي عند هذا الحد، بل واصل التألق حتى اللحظات الأخيرة، حين قدّم تمريرة حاسمة لراندال كولو مواني، الذي وقّع الهدف الرابع في الدقيقة 90+4، ليشعل ما تبقى من اللقاء ويضع المنتخب الإسباني تحت ضغط رهيب في الدقائق الأخيرة.
فرنسا تنهار ثم تستفيق… لكن متأخرة
رغم العودة القوية في النصف الثاني من الشوط الثاني، إلا أن الوقت لم يسعف “الزرق” لتحقيق التعادل، وهو ما جعل جماهير المنتخب الفرنسي تُحمّل ديشان جزءاً كبيراً من المسؤولية، بسبب تأخره في إدخال ريان شرقي، الذي أثبت في أقل من 30 دقيقة أنه يستحق مكاناً أساسياً ضمن تشكيلة المنتخب.
من جهتها، حافظت إسبانيا على تقدمها بصعوبة في الدقائق الأخيرة، لتُحسم المواجهة المثيرة بنتيجة (5-4)، وتضمن بذلك بطاقة العبور إلى النهائي، حيث ستواجه البرتغال، فيما ستكتفي فرنسا بلعب مباراة تحديد المركز الثالث أمام ألمانيا.
أرقام المباراة: تألق يامال وتأكيد موهبة شرقي
شهد اللقاء تألقاً لافتاً لعدة أسماء، على رأسها لامين يامال، الذي سجّل هدفين وكان محور الهجمات الإسبانية، مؤكداً نضوجه الفني رغم صغر سنه. أما من جانب فرنسا، فقد كان ريان شرقي النجم الأبرز، بعدما ساهم في ثلاثة أهداف كاملة: بتسجيله لهدف، وصناعته لآخر، وتسببه في هدف عكسي. ظهوره القوي في هذا الموعد القاري الكبير قد يُغيّر مستقبله الدولي مع “الديكة”.
أهداف إسبانيا:
نيكو ويليامز (23)، ميكيل ميرينو (26)، لامين يامال (54 من ركلة جزاء و67)، بيدري (55)
أهداف فرنسا:
كيليان مبابي (59 من ركلة جزاء)، ريان شرقي (79)، دانيال فيفيان ضد مرماه (84)، راندال كولو مواني (90+4)