الحرّاش تُحَلّق بالحلم.. وسوسطارة تحرس الذكريات – نصف نهائي كأس الجزائر يُشعل العاصمة

لا حديث في الشوارع، ولا في المقاهي، ولا على صفحات “فايسبوك”، سوى عن تلك الليلة التي ينتظرها الملايين، والتي تحملُ في طيّاتها وجهاً قديماً، ووجهاً شاباً.. صراع الذاكرة والطموح.

مباراة لا تشبه غيرها: اتحاد العاصمة × اتحاد الحراش

هنا، في قلب العاصمة، وبين أحيائها المتقابلة، يشتعل أكبر ديربي شعبي جزائري منذ سنوات.
سوسطارة، صاحبة المجد الكروي العريق، تعود لتبحث عن الكأس التي غابت عنها منذ 2013. فريق يعرف كيف ينتصر، ويعرف كيف يتحمّل الضغط.
لكن في الجهة الأخرى، هناك نار… نار صفراء وسوداء، تشتعل من وادي الحراش حتى لافايانس ولافيجري و”راديوز”. الاتحاد الحراشي يعود من بعيد، ويعود قويًا، ولا يخجل من الحلم، تمامًا كما فعل عام 1974 حين مزج بين فرحة الكأس وصعود القسم الأول.

“نفاد التذاكر في أقل من 15 ساعة”..
هكذا كتب أنصار اتحاد الحراش عبر صفحاتهم، وهم يزفون بشرى الجنون. أربعة أيام قبل المباراة، والمدينة كلها في حالة استعداد نفسي وعاطفي.
من ساحة عيسات إيدير إلى ديار الجماعة وبوبصيلة، الأطفال يلوّنون الأرصفة، والشباب يرسمون شعارات “الصفراء” على الجدران، والنساء يدعين كل ليلة أن يعود مجد 1987.

المباراة تُقام على ملعب 5 جويلية. 46 ألف تذكرة وُزّعت، النصف ذهب للحراشيين كالنار في الهشيم، بينما سوسطارة تتهيّأ بصمت المحاربين.

في الغرب.. قمة الصراع بين الكبار والطامحين: شباب بلوزداد × مولودية البيّض

في ملعب ميلود هدفي بوهران، قصّة أخرى تُكتب، بين نادٍ يتربّع على عرش الألقاب، ونادٍ يبحث عن أول سطر في تاريخه.
شباب بلوزداد، أكثر من فاز بالكأس (9 مرات)، يريد كتابة فصل جديد من التميّز. كتيبة المدرب سعيد رمضيت تعرف معنى المواعيد الكبرى، وتملك أدوات الحسم. لكنها في المقابل، ستصطدم بفريق لا يعرف المستحيل.

مولودية البيض، مفاجأة الموسم، لا تتوقف عن الإبهار. الفريق الذي أقصى وفاق سطيف، لا ينظر للخلف. منذ وصول المدرب لطفي عمروش، لم يعرف الفريق طعم الهزيمة، عشر مباريات دون سقوط، وأداء جماعي جعل النقّاد يعيدون حساباتهم.

الحارس سفيان سلاحي، أحد أبرز مفاتيح التألق، يمنح زملاءه ثقة نادرة. ورغم أن بلوزداد تفوق على الورق، إلا أن الميدان قد يحكي حكاية أخرى.

من يكتب فصله في تاريخ الكرة الجزائرية؟

ليلة الثلاثاء في العاصمة، وليلة الأربعاء في وهران، ستكونان أشبه بملاحم رياضية، حيث تختلط الدموع بالأهازيج، والآمال بالقلق.
هل يعود الحراش إلى المجد؟ هل تحفظ سوسطارة ماء وجهها؟
هل يواصل بلوزداد فرض هيبته؟ أم يكون لمولودية البيض رأي آخر؟

الجواب قادم.. على أرضية الملعب، حيث لا مجال للندم، بل فقط للحلم.