من نقلهم إلى قطر؟ فضائح تجنيس المواهب الجزائرية تهز كرة القدم الوطنية
في فبراير 2023، أعلن نادي بارادو عن انتقال ثلاثة من لاعبي فريق الشباب (تحت 18 سنة) إلى الدوري القطري بعقود تمتد لخمس سنوات. اللاعبون المعنيون هم عبد الغني لعلام، عمر محمد رفيق، وفؤاد هنفوج، وهم من مواليد 2004. لكن ما بدا كخطوة طبيعية في مسيرتهم الكروية تحول إلى فضيحة كبرى عندما أعلن عمر محمد رفيق رفضه تمثيل المنتخب الجزائري، مما أثار تساؤلات حول الجهات التي تقف وراء نقل هؤلاء المواهب الشابة إلى قطر.
اللاعبون الذين تم “بيعهم”
عبد الغني لعلام، المدافع المركزي، هو الوحيد بين الثلاثة الذي تلقى تكوينا كاملا في أكاديمية بارادو. أما فؤاد هنفوج (الظهير الأيسر) وعمر محمد رفيق (المحور الهجومي)، فقد انضما إلى النادي فقط في الصيف الماضي قادمين من نادي شبيبة بلوزداد وأكاديمية الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) على التوالي. وبينما بدأ لعلام مسيرته مع نادي المرخية القطري وسجل هدفه الأول، فإن عمر رفيق اختار طريقا مختلفا تماما.
رفض تمثيل الجزائر
أرسل نادي الشمال القطري، الذي يلعب له عمر رفيق، مراسلة رسمية إلى الفاف يفيد فيها بأن اللاعب قرر إنهاء مسيرته الدولية مع المنتخب الجزائري. وجاء في المراسلة أن القرار تم تأكيده بتوقيع اللاعب نفسه. وقد عبرت الفاف عن “مفاجأتها” و”أسفها” لهذا القرار، خاصة وأن رفيق كان أحد اللاعبين الذين تمت تنشئتهم في أكاديمية الفاف وشارك مع المنتخبات الجزائرية للشباب.
لكن القصة لم تنته هنا. عمر رفيق أكد أنه أرسل مراسلة إلى الفاف في ديسمبر 2022 يعلن فيها قراره بعدم اللعب للمنتخب الجزائري، لكن الفاف نفت استلام أي مراسلة من هذا القبيل. وبعد الضجة التي أثارها الموقف، أرسل نادي الشمال نسخة من المراسلة المزعومة إلى الفاف لتأكيد موقف اللاعب.
فضيحة تجنيس المواهب الجزائرية
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة قضية أكبر تتعلق باستغلال المواهب الجزائرية الشابة. وفقا لتقارير، فإن اللاعبين الثلاثة تم نقلهم إلى قطر كجزء من صفقة تشمل إمكانية تجنيسهم بعد خمس سنوات من الإقامة، وفقا لقوانين الفيفا. وهذا يطرح تساؤلات حول الجهات التي تقف وراء هذه الصفقات، خاصة وأن اللاعبين تمت تنشئتهم باستخدام موارد الدولة الجزائرية وأكاديمية الفاف.
وتشير أصابع الاتهام إلى أن المكتب السابق للفاف، بقيادة خير الدين زطشي، قد يكون متورطا في هذه الصفقات، حيث تم استغلال المواهب الجزائرية لصالح أندية معينة ولخدمة منتخبات أجنبية. وقد أعلنت الفاف الحالية، تحت إدارة وليد سادي، عن فتح تحقيق لتسليط الضوء على خيوط هذه الفضيحة.
من المسؤول؟
السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه هو: من نقل هؤلاء اللاعبين إلى قطر؟ ومن المستفيد الحقيقي من هذه الصفقات؟ هل هي أندية جزائرية معينة، أم جهات أجنبية تسعى لتجنيس المواهب الجزائرية لتعزيز منتخباتها؟ أم أن هناك فسادا داخل هياكل كرة القدم الجزائرية؟
دعوة للإصلاح
هذه الحادثة يجب أن تكون جرس إنذار للفاف ولجميع المسؤولين عن كرة القدم في الجزائر. هناك حاجة ملحة لإصلاح نظام تكوين اللاعبين وضمان أن المواهب الجزائرية تبقى في خدمة المنتخب الوطني. كما يجب وضع حد لاستغلال الموارد الجزائرية لصالح جهات أجنبية.
الجزائر تمتلك ثروة من المواهب الكروية، ولكن بدون إدارة سليمة وشفافة، فإن هذه الثروة ستستمر في الهروب إلى الخارج. آن الأوان لتحمل المسؤولية وحماية مستقبل كرة القدم الجزائرية.