الفريق الوطني

وفاة محي الدين خالف: وداعًا لأحد أبرز المدربين في تاريخ الكرة الجزائرية

0Shares

جاءت الأخبار كالصاعقة: محيي الدين خالف، أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم الجزائرية، غادرنا اليوم بعد صراع طويل مع المرض. فقدت كرة القدم الوطنية اليوم رمزًا حقيقيًا ترك بصماته على شبيبة القبائل والمنتخب الوطني الجزائري.

مسيرة استثنائية مع شبيبة القبائل

وُلد محيي الدين خالف في 14 أو 17 يناير 1944 بمشرع بلقصيري قرب القنيطرة في المغرب. أضاء نجم خالف مع شبيبة القبائل، حيث قاد الفريق إلى الفوز بثمانية ألقاب في الدوري الجزائري، وكأس الجزائر مرتين، وكأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1981. هذه النجاحات جعلت منه واحدًا من أكثر المدربين تتويجًا في تاريخ كرة القدم الجزائرية، ومهندسًا رئيسيًا لعظمة شبيبة القبائل على الساحة الإفريقية.

سجل حافل مع المنتخب الوطني

لم تقتصر إنجازات محيي الدين خالف على الأندية، بل امتدت إلى المنتخب الوطني الجزائري حيث حقق إنجازات مذهلة.

ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1979

حقق خالف الميدالية البرونزية مع المنتخب الوطني خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أُقيمت في سبليت. وكان هذا الإنجاز من أوائل النجاحات الكبيرة لكرة القدم الجزائرية تحت قيادته.

مباريات تاريخية ضد المغرب في 1979

بعد شهرين فقط، قاد الجزائر إلى فوزين تاريخيين على المغرب. فاز المنتخب الجزائري 5-1 في الدار البيضاء و3-0 في الجزائر. هذا الانتصار المزدوج يظل محفورًا في الذاكرة، خاصة بسبب السياق السياسي الحساس آنذاك.

الألعاب الأولمبية بموسكو 1980

تحت قيادة خالف، وصل المنتخب الجزائري إلى ربع نهائي الألعاب الأولمبية. وكان أبرز محطاته التعادل مع إسبانيا 1-1 وإقصائها من البطولة. إسبانيا وقتها كانت تضم أسماءً ستصبح لاحقًا من نجوم كرة القدم العالمية.

نهائي كأس أمم إفريقيا 1980

في نفس العام، قاد الجزائر إلى نهائي كأس أمم إفريقيا بدون أي هزيمة حتى المباراة النهائية التي خسرها أمام نيجيريا، البلد المضيف.

نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 1982 و1984

وصل المنتخب الجزائري إلى نصف النهائي في نسختي 1982 بليبيا و1984 بكوت ديفوار. في نسخة كوت ديفوار، لم يتعرض المنتخب لأي هزيمة.

كأس العالم 1982 في إسبانيا

كانت المشاركة في مونديال 1982 أبرز محطات مسيرة خالف. قاد المنتخب الوطني، إلى جانب المدير الفني الوطني رشيد مخلوفي، إلى تحقيق فوز تاريخي على ألمانيا الغربية بنتيجة 2-1. هذا الانتصار يُعد من أعظم المباريات في تاريخ كأس العالم، حيث تفوقت الجزائر على منتخب يضم نجومًا كبارًا مثل بول برايتنر وكارل هاينز رومينيغه. لكن “مؤامرة خيخون” بين ألمانيا والنمسا حرمت الجزائر من التأهل إلى الدور الثاني.

سنواته الأخيرة: معاناة وصمت

في السنوات الأخيرة من حياته، عانى محيي الدين خالف من مرض الزهايمر، ما أدى إلى عزله ومعاناته. بعد بيعه لفيلته في الأبيار، عاش في شقة متواضعة بحي شعباني، بعيدًا عن الأضواء. حاولت إدارة شبيبة القبائل تكريمه، لكن حالته الصحية حالت دون ذلك.

ردود فعل وحزن عميق

أثار خبر وفاته موجة من الحزن في أوساط الكرة الجزائرية. عبّرت شخصيات رياضية ومؤسسات عن حزنها وتقديرها لإنجازات خالف، الذي ترك إرثًا كبيرًا للأجيال القادمة.

إرث خالد

يترك محيي الدين خالف إرثًا لا يُضاهى في تاريخ الكرة الجزائرية. سيبقى اسمه مرتبطًا بأعظم لحظات المنتخب الوطني وشبيبة القبائل. إن رحيله يُغلق صفحة ذهبية من تاريخ كرة القدم الجزائرية.

في هذا المصاب الجلل، تتقدم هيئة التحرير بأصدق التعازي لعائلة محيي الدين خالف ولكل أفراد المجتمع الرياضي الجزائري. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.

رحم الله محي الدين خالف، وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *